مسيرة احتجاجية بالأعلام البيضاء في هولندا ضد توريد الأسلحة لأوكرانيا
مسيرة احتجاجية بالأعلام البيضاء في هولندا ضد توريد الأسلحة لأوكرانيا
شهدت العاصمة الهولندية أمستردام، مساء الأحد، مسيرة احتجاجية داعمة لمحادثات السلام وضد توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، وسار المشاركون فيها حاملين الأعلام البيضاء، التي ترمز إلى السلام.
واحتشد أكثر من 100 شخص في ساحة "دام" المركزية، ثم ساروا عبر المدينة قارعين الطبول ورافعين الأعلام البيضاء، وفق وكالة "تاس" الروسية.
وقالت إحدى المتظاهرات، تدعى إيرينا: "لقد شاركت في مثل هذه الفعالية منذ نصف عام بالفعل.. لا أستطيع أن أصدق ما تفعله هولندا، ببساطة لا يمكن تصور هذا".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى السلام، ويجب على دول الناتو وقف تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.. لهذا السبب أتيت إلى هنا.. حتى يكون لنا ولأطفالنا مستقبل".
وتابعت الناشطة التي كانت تحمل العلم الروسي على شكل قلب في يدها: "أريد أن تكون روسيا حليفتنا، وليست عدوتنا.. أريد أن تعمل بلداننا على تطوير التعاون في الاقتصاد والثقافة والمجال الاجتماعي"، مؤكدة أن هناك آفاقا كبيرة هنا، "نحن ننظر في الاتجاه الخاطئ، وعلينا أن ننظر ليس إلى الغرب والولايات المتحدة، بل إلى الشرق وروسيا".
وقالت إحدى منظمي الحدث، ناتاليا فورونتسوفا: "يواصل الغرب تأجيج هذا الصراع وتنظيم الاستفزازات باستمرار، على سبيل المثال القرار الأخير للسلطات الهولندية بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16، ولذلك، فإن فعالياتنا الشهرية لا تفقد أهميتها، وأعتقد أنه كلما استمر الغرب في التصعيد، زاد عدد الأشخاص الذين يشاركون في الاحتجاجات".
وأشارت إلى أن "هناك المزيد من المواطنين الهولنديين الذين يدعمون روسيا، والذين يكنون احتراما كبيرا لروسيا ويريدون التعاون معها".
وبعد المسيرة، سار النشطاء في موكب جذب انتباه كل من السكان المحليين والسياح، لمسافة 5 كيلومترات في شوارع أمستردام حاملين ملصقات تدعو إلى وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا والسعي إلى المفاوضات وعودة السلام.
وقالت فورونتسوفا: "من الجميل جدا أن نرى الناس يرحبون بنا ويدعموننا بنشاط".
وأضافت أنه في بعض الأحيان تكون هناك استفزازات، وفي هذه الحالة يجب على الشرطة التدخل.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.